هذا ما يحدث في جبل الرحمة في مكة كل ليلة من بداية فصل الشتاء

هذا ما يحدث في جبل الرحمة في مكة كل ليلة من بداية فصل الشتاء
  • آخر تحديث

يمثل جبل الرحمة أحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية في مكة المكرمة، ويحظى بمكانة راسخة في وجدان المسلمين وزوار بيت الله الحرام، ومع تطور الاحتياجات المجتمعية والسياحية، شهد الجبل أعمال تطوير شاملة أعادت تقديمه بوصفه موقع مفتوح يستقبل أهالي مكة وزائريها على مدار العام، مع الحفاظ الكامل على قدسيته وقيمته الدينية العميقة.

هذا ما يحدث في جبل الرحمة في مكة كل ليلة من بداية فصل الشتاء 

وقد جاء هذا التطوير ضمن فعاليات شتاء مكة المكرمة، ليكون الجبل مساحة تجمع بين الروحانية والراحة والخدمات المتكاملة.

رؤية التطوير وأهدافه

استهدفت أعمال التطوير تحويل جبل الرحمة إلى متنفس مجتمعي ومقصد سياحي منظم، يلبّي احتياجات الزائرين المختلفة، دون الإخلال بطبيعة المكان أو طابعه الديني.

وركزت الرؤية على تحسين تجربة الزيارة، وتوفير بيئة آمنة ومريحة، وتعزيز الاستفادة من الموقع في مختلف الأوقات والمواسم، بما يتماشى مع خطط تطوير المشاعر المقدسة ورفع جودة الحياة.

الخدمات والمرافق المخصصة للزوار

شملت أعمال التطوير حزمة واسعة من الخدمات التي تهدف إلى تلبية احتياجات الزائرين وتوفير أقصى درجات الراحة لهم.

ومن أبرز هذه الخدمات إنشاء أكشاك تجارية منظّمة تلبي الاحتياجات الأساسية، إلى جانب توفير مشارب مياه موزعة في أنحاء الموقع، تضمن سهولة الوصول إلى المياه خاصة في أوقات الزحام.

كما جرى تجهيز جلسات مظللة تراعي ظروف الطقس وتتيح للزوار الجلوس والاستراحة، بالإضافة إلى تركيب مراوح حديثة مزودة بأنظمة رذاذ لتلطيف الأجواء، ما يسهم في تحسين تجربة الزيارة، خاصة خلال الفترات التي تشهد كثافة عالية من الزوار.

تنظيم الحركة المرورية ومواقف المركبات

أولى المشروع اهتمام خاص بتنظيم الحركة المرورية في محيط جبل الرحمة، حيث تم تخصيص مواقف مناسبة للسيارات الخاصة، وأخرى مهيأة لاستقبال الحافلات، بما يسهل حركة المجموعات والزائرين، ويحد من الازدحام المروري.

وتستخدم هذه المواقف بشكل دائم لخدمة الموقع، ما ينعكس إيجابا على انسيابية الدخول والخروج، ويعزز راحة الزوار.

السلامة العامة وسهولة الوصول

في إطار الحرص على أعلى معايير السلامة، جرى تجهيز موقع مخصص للجهات الحكومية المعنية، بما يضمن سرعة الاستجابة للحالات الطارئة وتنظيم العمل الميداني.

كما تم إنشاء سلم مهيأ لخدمة الزوار، ويستخدم أيضا في حالات الطوارئ، لتسهيل عمليات الوصول والإخلاء عند الحاجة، وتعزيز مستوى الأمان داخل الموقع.

الاهتمام بالجانب البيئي والجمالي

لم تقتصر أعمال التطوير على الجوانب الخدمية والتنظيمية فحسب، بل شملت أيضا العناية بالبعد البيئي والجمالي للمكان.

فقد تم إنشاء مساحات خضراء واسعة تتجاوز مساحتها عشرة آلاف متر مربع، أسهمت في تحسين المشهد العام، وإضفاء لمسة جمالية متناغمة مع قدسية الموقع، ما يمنح الزائر شعور بالسكينة والطمأنينة أثناء الزيارة.

دور شركة كدانة في تطوير المشاعر المقدسة

يأتي تطوير جبل الرحمة ضمن سلسلة من المشاريع التي تنفذها شركة كدانة للتنمية والتطوير، بصفتها الذراع التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وتندرج هذه الجهود ضمن خطط استراتيجية تهدف إلى تطوير المشاعر المقدسة وتفعيلها على مدار العام، ورفع مستوى الجاهزية لاستقبال ضيوف الرحمن والزوار في مختلف المواسم، بما يعزز جودة الخدمات المقدمة ويرتقي بتجربة الزيارة.

تكامل التطوير مع الخصوصية الدينية

يمثل مشروع تطوير جبل الرحمة نموذج واضح لتكامل التطوير العمراني والخدمي مع الحفاظ على الخصوصية الدينية للمكان.

فقد جرى تنفيذ الأعمال بما يحترم قدسية الموقع، ويعزز من قيمته الروحية، وفي الوقت ذاته يوفر بيئة مناسبة للتأمل والزيارة، ويسهم في دعم الحراك السياحي والاقتصادي في المنطقة المحيطة.

جبل الرحمة ضمن فعاليات شتاء مكة

يعكس إدراج جبل الرحمة ضمن فعاليات شتاء مكة المكرمة توجه واضح نحو تنويع الوجهات، وتحويل المواقع التاريخية والدينية إلى مساحات فاعلة تخدم المجتمع والزوار على حد سواء.

ويؤكد هذا التوجه حرص الجهات المعنية على تعزيز مكانة مكة المكرمة بوصفها مدينة تجمع بين الروحانية والتنمية المستدامة، وتقدم تجربة متكاملة تليق بمكانتها الدينية والتاريخية.