السعودية تستحوذ على المركز الثالث عالمياً وتحقق انجاز عجزت عن الدول العظمى

السعودية تستحوذ على المركز الثالث عالمياً وتحقق انجاز عجزت عن الدول العظمى
  • آخر تحديث

في وقت تشهد فيه اقتصادات كبرى حول العالم ضغوط غير مسبوقة بسبب تصاعد الديون وتراجع القدرة على ضبط الإنفاق العام، برزت المملكة العربية السعودية كحالة استثنائية تلفت أنظار الخبراء والمحللين.

السعودية تستحوذ على المركز الثالث عالمياً وتحقق انجاز عجزت عن الدول العظمى 

ففي عالم يزداد فيه القلق من أزمة ديون عالمية محتملة، نجحت المملكة في ترسيخ مكانتها كواحدة من أكثر الدول استقرار من الناحية المالية، محققة إنجاز لافت جعلها في مصاف الدول الأقل مديونية على مستوى الاقتصادات الكبرى.

ترتيب متقدم بين دول مجموعة العشرين

حصلت المملكة العربية السعودية على المركز الثالث عالميا من حيث أقل نسبة دين إلى الناتج المحلي الإجمالي بين دول مجموعة العشرين.

وتعد هذه المجموعة من أقوى التكتلات الاقتصادية في العالم، حيث تضم دول تتجاوز فيها نسب الدين مستويات مرتفعة، في حين استطاعت المملكة الحفاظ على نسبة تقل عن ثلاثين في المئة، مقارنة بمتوسط يتجاوز خمسة وثمانين في المئة لدى غالبية الدول الأعضاء.

ماذا تعني نسبة الدين المنخفضة عمليا

انخفاض نسبة الدين إلى الناتج المحلي لا يعد رقم مجرد، بل يعكس قدرة الدولة على إدارة مواردها بكفاءة عالية.

هذه النسبة تعني تقليل المبالغ المخصصة لسداد فوائد الديون، وهو ما يترجم إلى توفير سنوي ضخم يقدر بتريليون ريال سعودي مقارنة بالدول ذات المديونية المرتفعة.

هذا التوفير يمنح الدولة مرونة أكبر في توجيه الإنفاق نحو التنمية والخدمات والبنية التحتية.

السياسة المالية ودورها في تحقيق الإنجاز

يعكس هذا التقدم نجاح السياسة المالية التي انتهجتها المملكة خلال السنوات الماضية، حيث اعتمدت على ضبط الإنفاق، ورفع كفاءة إدارة الموارد، وتحقيق توازن دقيق بين الاقتراض والاستثمار.

وأكد مختصون اقتصاديون أن هذا الأداء المالي المستقر هو نتاج تخطيط طويل الأمد، وليس نتيجة إجراءات مؤقتة أو استثنائية.

رحلة الدين العام من الانخفاض إلى الاستقرار

شهدت المملكة مسار مالي متدرج ومدروس، حيث كانت نسبة الدين إلى الناتج المحلي في عام 2014 عند مستويات منخفضة للغاية، ثم ارتفعت بشكل مؤقت خلال عام 2020 نتيجة الظروف الاقتصادية العالمية، قبل أن تعود إلى مسار الاستقرار والانخفاض.

هذا التدرج يعكس قدرة الاقتصاد السعودي على امتصاص الصدمات والتعامل مع الأزمات دون الإخلال بأسس الاستدامة المالية.

دور رؤية المملكة في تنويع مصادر الدخل

كان لتنفيذ برامج رؤية المملكة 2030 دور محوري في هذا التحول، إذ ركزت الرؤية على تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على مصدر دخل واحد.

وأسهمت زيادة الإيرادات غير النفطية، وتطوير القطاعات السياحية والصناعية والخدمية، في تعزيز متانة المالية العامة ودعم استقرار الميزانية.

مقارنة مع الأزمات الاقتصادية العالمية

بالمقارنة مع الأزمات المالية التي شهدها العالم في سنوات سابقة، استطاعت المملكة تجاوز التحديات الاقتصادية بمرونة لافتة. ففي حين عانت دول عديدة من تراكم الديون وصعوبة التعافي، واصلت المملكة تنفيذ مشاريعها التنموية، مع المحافظة على توازن مالي يحمي الاقتصاد من التقلبات الحادة.

انعكاسات الإنجاز على حياة المواطنين

لا يقتصر أثر هذا الاستقرار المالي على المؤشرات الاقتصادية فقط، بل ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين.

فمن أبرز النتائج انخفاض تكلفة القروض، واستقرار الأسعار، واستمرار الإنفاق الحكومي على الخدمات الأساسية، إضافة إلى دعم المشاريع التنموية التي توفر فرص عمل وتحسن مستوى المعيشة.

تأثير الاستقرار المالي على الاستثمار

يسهم هذا الوضع المالي المتين في تعزيز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، حيث يُنظر إلى المملكة باعتبارها بيئة آمنة للاستثمار طويل الأجل.

كما يساعد انخفاض الدين العام على تحسين التصنيف الائتماني، ما يفتح المجال أمام تدفقات استثمارية أكبر تدعم النمو الاقتصادي المستدام.

خطوات ساهمت في تحقيق هذا التفوق

يمكن تلخيص أبرز الخطوات التي قادت إلى هذا الإنجاز في عدة محاور، من بينها:

  • إعادة هيكلة الإنفاق العام
  • تعزيز الإيرادات غير النفطية
  • ضبط مستويات الاقتراض
  • توجيه الدين نحو مشاريع منتجة
  • رفع كفاءة التخطيط المالي طويل الأمد

آفاق المرحلة المقبلة

مع استمرار تنفيذ برامج التنمية والمشاريع الكبرى، يتوقع الخبراء أن تحافظ المملكة على موقعها المتقدم، بل وتسعى إلى تحسينه خلال السنوات المقبلة.

هذا المسار يعزز من دور المملكة العربية السعودية كقوة اقتصادية إقليمية ودولية، ويمنحها قدرة أكبر على مواجهة أي تحديات مالية مستقبلية.

المشهد الاقتصادي

ما حققته المملكة في ملف الدين العام يعكس نموذج ناجح في الإدارة المالية الرشيدة، ويؤكد أن التخطيط الاستراتيجي والانضباط المالي يمكن أن يصنعا فارق حقيقي حتى في أصعب الظروف.

ويبقى التساؤل مطروح حول مدى قدرة الدول الأخرى على الاستفادة من هذه التجربة، في وقت تتجه فيه المملكة بخطى ثابتة نحو مستقبل اقتصادي أكثر استقرار وازدهار.