فلكية جدة تكشف عدد أيام الشتاء والجو البارد ودرجات الحرارة على الغربية خلال لفصل الشتاء

عدد أيام الشتاء والجو البارد ودرجات الحرارة على الغربية خلال لفصل الشتاء
  • آخر تحديث

تشهد الأرض في كل عام لحظة فلكية دقيقة تمثل نقطة تحول واضحة في حركة الشمس الظاهرية، وتؤثر بشكل مباشر على طول النهار والليل، ودرجات الحرارة، وطبيعة الفصول.

عدد أيام الشتاء والجو البارد ودرجات الحرارة على الغربية خلال لفصل الشتاء 

هذه اللحظة تعرف بالانقلاب الشتوي، وهي حدث فلكي ثابت يعتمد على حركة الأرض وميل محورها، ويعد الإعلان الرسمي عن دخول فصل الشتاء فلكيا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، مقابل بدء الصيف في النصف الجنوبي.

موعد حدوث الانقلاب الشتوي فلكيا

بحسب الحسابات الفلكية الدقيقة، يحدث الانقلاب الشتوي يوم الأحد المقبل في تمام الساعة السادسة وثلاث دقائق مساء بتوقيت مكة المكرمة.

في هذه اللحظة تصل الشمس إلى أقصى ميل لها جنوبا على مدار الجدي، وهو ما يعني بداية فصل الشتاء فلكيا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

ويمتد فصل الشتاء فلكيا قرابة تسعة وثمانين يوما، تستمر خلالها السمات الشتوية في الظهور من حيث قصر النهار وطول الليل وانخفاض مسار الشمس في السماء.

السبب الفلكي وراء الانقلاب الشتوي

يرجع حدوث الانقلاب الشتوي إلى ميل محور الأرض بزاوية تبلغ ثلاث وعشرين درجة ونصف تقريبا أثناء دورانها حول الشمس.

هذا الميل هو العامل الأساسي المسؤول عن تعاقب الفصول الأربعة، حيث تتبادل نصفي الكرة الأرضية استقبال أشعة الشمس على مدار السنة.

ولا يرتبط اختلاف الفصول بقرب الأرض أو بعدها عن الشمس كما يعتقد البعض، وإنما بطريقة سقوط أشعة الشمس وزاويتها على سطح الأرض نتيجة ميل المحور الأرضي.

دلالة الانقلاب الشتوي على شكل الأرض

يعد الاختلاف الواضح في طول النهار والليل بين نصفي الكرة الأرضية دليل علمي عملي على كروية الأرض.

فلو كانت الأرض مسطحة لما حدث هذا التباين المنتظم في زاوية سقوط أشعة الشمس، ولا تعاقبت الفصول بهذا النظام الدقيق والمتكرر سنويا.

ويظهر هذا الدليل جليا عند مقارنة طول النهار في النصف الشمالي مع النصف الجنوبي خلال يوم الانقلاب الشتوي.

ما الذي يحدث للشمس يوم الانقلاب الشتوي

في يوم الانقلاب الشتوي يميل القطب الشمالي بعيد عن الشمس، فتظهر الشمس ظاهريا في أقصى جنوب السماء، ونتيجة لذلك:

  • يكون طول النهار في معظم مناطق النصف الشمالي من الكرة الأرضية أقل من اثنتي عشرة ساعة.
  • يكون النهار أطول من اثنتي عشرة ساعة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
  • تنخفض زاوية ارتفاع الشمس في السماء إلى أدنى مستوى لها خلال السنة في المناطق الشمالية.

الظواهر القطبية المصاحبة للانقلاب الشتوي

في المناطق الواقعة شمال الدائرة القطبية عند خط عرض ستة وستين ونصف درجة شمالا، لا تشرق الشمس ولا تغرب خلال هذا اليوم، إذ تبقى تحت الأفق طوال أربع وعشرين ساعة فيما يعرف بالليل القطبي.

وعلى العكس تماما، تشهد المناطق الواقعة جنوب الدائرة القطبية عند خط عرض ستة وستين ونصف درجة جنوبا بقاء الشمس فوق الأفق طوال اليوم، وتظهر ظاهرة شمس منتصف الليل، وهي إحدى العلامات الواضحة على كروية الأرض ودورانها المنتظم.

المظاهر الفلكية المصاحبة للانقلاب الشتوي

يلاحظ خلال يوم الانقلاب الشتوي عدد من التغيرات الفلكية الواضحة، من أبرزها:

  • تأخر وقت الفجر مقارنة ببقية أيام السنة.
  • شروق الشمس من أقصى نقطة في الجنوب الشرقي.
  • انخفاض مسار الشمس اليومي في السماء.
  • طول الظلال عند وقت الزوال لتصل إلى أقصى امتداد لها خلال العام.
  • حدوث غروب مبكر للشمس مقارنة بالأيام الأخرى.

ما الذي يحدث بعد الانقلاب الشتوي

بعد وصول الشمس إلى أقصى نقطة جنوب السماء، تستقر ظاهريا في هذا الموقع لبضعة أيام، حيث يبدو وكأن شروقها وغروبها يحدثان من نفس النقاط تقريبا على الأفق.

بعد ذلك تبدأ الشمس في التحرك الظاهري تدريجيا نحو الشمال نتيجة استمرار حركة الأرض في مدارها حول الشمس، ومع هذا التحرك تبدأ ساعات النهار بالازدياد تدريجيا، بينما تتناقص ساعات الليل، إلى أن تصل الأرض إلى مرحلة الاعتدال الربيعي.

الانتقال نحو الاعتدال الربيعي

يستمر ازدياد ساعات النهار بعد الانقلاب الشتوي حتى يوم العشرين من شهر مارس عام ألفين وستة وعشرين، وهو موعد حدوث الاعتدال الربيعي، حيث تتساوى ساعات الليل والنهار في معظم مناطق العالم، معلنة بداية فصل الربيع فلكيا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

أهمية الانقلاب الشتوي علميا ومناخيا

يمثل الانقلاب الشتوي علامة فلكية مهمة يعتمد عليها العلماء في دراسة حركة الأرض، وحساب الفصول، وفهم التغيرات المناخية الموسمية.

كما يساعد هذا الحدث في تفسير التغيرات اليومية في طول النهار والليل، ويعد مرجع أساسي في علم الفلك والتقويمات الزمنية عبر العصور.