حالة غريبة تثير الذعر في السعودية بسبب شكل الشمس في جنوب وغرب المملكة

حالة غريبة تثير الذعر في السعودية بسبب شكل الشمس في جنوب وغرب المملكة
  • آخر تحديث

يلاحظ كثير من الناس خلال هذه الفترة أن الشمس لا تزال ظاهرة في الأفق أو أن ضوءها لم يختفي تماما، رغم رفع أذان المغرب في بعض المناطق، خاصة في المرتفعات الجبلية.

حالة غريبة تثير الذعر في السعودية بسبب شكل الشمس في جنوب وغرب المملكة 

هذا المشهد المتكرر يثير تساؤلات حول دقة توقيت الغروب، وهل هناك خلل في حسابات الأذان، أم أن الأمر مرتبط بعوامل طبيعية وفلكية معروفة. وقد أوضح المختصون أن هذه الظاهرة طبيعية تمامًا، ولها أسباب فلكية وجوية واضحة.

تفسير فلكي لظاهرة تأخر الغروب

أكد الفلكي محمد بن رده الثقفي، خبير مزولة الطائف الفلكية وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن السبب الرئيسي وراء تأخر اختفاء الشمس بعد أذان المغرب يعود إلى استقرار الشمس الظاهري على مدار الجدي، وهو المدار الواقع في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية.

وتحدث هذه الحالة الفلكية خلال فصل الشتاء، حيث تميل الشمس في مسارها الظاهري نحو الجنوب، ما يجعل زاوية غروبها مختلفة عن بقية فصول السنة، خاصة في المناطق المرتفعة.

اتجاه غروب الشمس في فصل الشتاء

أوضح الثقفي أن الشمس خلال هذه الأيام تغرب من الجهة الجنوبية الغربية، وليس من الغرب المباشر كما يعتقد البعض.

وعند وصولها إلى الأفق، لا تختفي أشعتها فورا، بل تبقى ظاهرة لفترة قصيرة، وهو ما يعطي الانطباع بأن الشمس لم تغرب بعد رغم دخول وقت المغرب.

ويعد هذا الأمر طبيعي ومتكرر كل عام في هذا التوقيت، ويزداد وضوحه في المناطق الجبلية والمرتفعات العالية.

دور انكسار الضوء في تأخر الغروب الظاهري

من أهم الأسباب العلمية لهذه الظاهرة ما يعرف بانكسار الضوء في الغلاف الجوي، فعندما تمر أشعة الشمس عبر طبقات الغلاف الجوي المختلفة، تنحني نتيجة اختلاف كثافة الهواء، مما يجعل الشمس تبدو أعلى من موقعها الحقيقي.

وبسبب هذا الانكسار، تظهر الشمس للعين المجردة وكأنها ما زالت فوق الأفق، رغم أنها في الواقع قد غربت بالفعل من الناحية الفلكية.

تأثير العوامل الجوية المحلية

تلعب بعض الظواهر الجوية دور إضافي في تأخر اختفاء الشمس، مثل وجود الضباب الخفيف أو السحب الرقيقة في الأفق.

هذه العوامل قد تعكس جزء من أشعة الشمس أو تشتتها، مما يطيل مدة بقاء الإضاءة بعد الغروب الفعلي.

ويختلف تأثير هذه العوامل من منطقة إلى أخرى، بحسب حالة الطقس وطبيعة الأجواء في وقت الغروب.

أثر التضاريس في رؤية الغروب

أشار خبير مزولة الطائف الفلكية إلى أن التضاريس المحلية، مثل الجبال المرتفعة أو المباني العالية، قد تؤثر أيضا على رؤية غروب الشمس.

ففي بعض المواقع، قد تحجب الجبال جزء من الأفق، أو على العكس، تسمح برؤية أشعة الشمس لفترة أطول مقارنة بالمناطق المنبسطة.

ولهذا السبب، تكون هذه الظاهرة أكثر وضوح في المرتفعات الجبلية بمنطقة مكة المكرمة، وكذلك في المناطق الجنوبية والغربية من المملكة.

العلاقة بين الحسابات الفلكية ووقت الأذان

أوضح الثقفي أن توقيت أذان المغرب يعتمد على الحسابات الفلكية الدقيقة لغروب قرص الشمس، وليس على اختفاء الضوء بالكامل من السماء.

وفي بعض الحالات، قد يحدث فرق بسيط بين الغروب الفعلي وبين ما تراه العين بسبب العوامل السابقة.

كما أشار إلى أن بعض التقاويم تعتمد على حسابات تقريبية، ما قد يؤدي إلى اختلاف طفيف بين وقت الغروب الحقيقي ووقت الأذان، دون أن يعني ذلك وجود خطأ جوهري.

هل يؤثر ذلك على صحة وقت المغرب؟

من الناحية الشرعية والفلكية، فإن وقت المغرب يدخل بغروب قرص الشمس، وليس باختفاء الضوء أو الشفق، وبالتالي، فإن رفع الأذان في وقته الصحيح يظل دقيق، حتى وإن بقيت بعض الإضاءة في الأفق لبضع دقائق.

وهذا ما يؤكد أن الظاهرة بصرية طبيعية، ولا تستدعي القلق أو الشك في توقيت الصلاة.

الظاهرة الفلكية

تأخر اختفاء الشمس بعد أذان المغرب خلال هذه الأيام يعود إلى مجموعة من العوامل الطبيعية، تشمل ميل الشمس الشتوي، وانكسار الضوء في الغلاف الجوي، وتأثير الطقس، وطبيعة التضاريس.

وهي ظاهرة معروفة ومتكررة سنويا، تبرز بشكل أوضح في المناطق الجبلية، ولا تعني وجود خطأ في حسابات الغروب أو أوقات الصلاة، بل تعكس دقة النظام الفلكي وروعة الظواهر الكونية.