الحصيني يكشف عن تاريخ أبرد أيام الشتاء وساعات تفصلنا عن بدايتها

الحصيني يكشف عن تاريخ أبرد أيام الشتاء وساعات تفصلنا عن بدايتها
  • آخر تحديث

مع اقتراب نهاية العام، تبدأ ملامح الشتاء الحقيقي في الظهور بشكل أوضح، حيث تشهد الأجواء تحول ملحوظ في درجات الحرارة وطبيعة الطقس.

الحصيني يكشف عن تاريخ أبرد أيام الشتاء وساعات تفصلنا عن بدايتها 

وفي هذا السياق، أشار خبير الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني إلى أن يوم السبت يمثل بداية دخول نجم القلب، وهي مرحلة فلكية معروفة عند العرب، وترتبط تاريخيا ببدء أقسى فترات البرودة خلال موسم الشتاء.

ما هو نجم القلب وموقعه في المربعانية

نجم القلب هو النجم الثاني ضمن مجموعة نجوم المربعانية، وهي فترة شتوية معروفة تمتد لأربعين يوم، وتنقسم إلى عدة مراحل لكل منها خصائصها المناخية.

وتستمر مدة نجم القلب لمدة ثلاثة عشر يوم، يلاحظ خلالها ازدياد الإحساس بالبرد، وتراجع درجات الحرارة بشكل تدريجي، إيذان بالدخول في قلب الشتاء الفعلي.

ويصنف نجم القلب ضمن النجوم اليمانية، وهي نجوم اعتمد عليها العرب قديما في معرفة تغيرات الفصول وتحديد مواسم الزراعة والترحال.

الارتباط الفلكي بدخول فصل الشتاء

تتزامن بداية نجم القلب مع حدث فلكي مهم، وهو تعامد الشمس على مدار الجدي، وهو ما يعلن فلكيا دخول فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

وفي هذه الفترة يبلغ الليل أطول ساعاته خلال العام، بينما يصل النهار إلى أقصر مدة له، قبل أن تبدأ ساعات النهار في الازدياد بشكل تدريجي يوم بعد يوم.

ويعد هذا التغير علامة واضحة على التحول الموسمي، حيث تبدأ البرودة في الاستقرار، وتقل فترات الدفء مقارنة بالأيام السابقة.

وصف العرب لشدة البرد في هذه المرحلة

تناقل العرب قديما أوصاف دقيقة لهذه المرحلة، تعكس قسوة الطقس وصعوبة الظروف، ومن أشهر ما قيل عنها: إذا طلع القلب امتنع العذب، وجاء الشتاء كلكلب، وصار أهل البوادي في كرب.

ويقصد بذلك أن البرودة تصبح شديدة، ويصعب معها الاستمتاع بالأجواء المعتدلة، خاصة على سكان البادية الذين يتأثرون بشكل مباشر بتقلبات الطقس.

كما ارتبطت هذه المرحلة بما يعرف ببرد الانصراف، وهو أشد أنواع البرد، وقد عبر العرب عنه بقولهم: لا برد إلا بعد الانصراف، في إشارة إلى أن البرودة الحقيقية لا تبدأ إلا مع هذه المرحلة.

الآثار المناخية المتوقعة خلال نجم القلب

خلال فترة نجم القلب، تزداد الحاجة إلى وسائل التدفئة، خاصة في ساعات الليل والصباح الباكر.

كما يكثر الإحساس بالبرودة القارسة، وينصح بتوخي الحذر من التقلبات الجوية، والاهتمام بارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، وشرب المشروبات الدافئة للوقاية من نزلات البرد.

وتشهد هذه الفترة أيضا نشاط ملحوظ لهجرة الأوز الشتوي، وهو أحد المؤشرات الطبيعية التي ربطها العرب قديما بدخول الشتاء القاسي.

الزراعة المناسبة خلال هذه الفترة

يعد نجم القلب من الفترات المناسبة لزراعة عدد من المحاصيل الزراعية، حيث تساعد برودة الطقس على نجاح نمو بعض الحبوب والخضراوات، ومن أبرز المحاصيل التي ينصح بزراعتها خلال هذه المرحلة:

  • زراعة البطاطس، لما تحتاجه من أجواء باردة نسبيا.
  • زراعة العدس، الذي يتأقلم مع انخفاض درجات الحرارة.
  • زراعة الفول، الذي يعد من المحاصيل الشتوية الأساسية.
  • زراعة الحلبة، التي تنمو بشكل أفضل في الأجواء الباردة.

وتعد هذه المرحلة فرصة جيدة للمزارعين للاستفادة من الظروف المناخية المناسبة وتحقيق إنتاج أفضل.

المرحلة المناخية

يمثل دخول نجم القلب بداية فعلية للشتاء بكل ما يحمله من برودة وأجواء قاسية، ويجسد تلاقي المعرفة الفلكية مع الموروث الشعبي العربي الذي ربط بين النجوم وحياة الإنسان اليومية.

ومع امتداد هذه المرحلة لعدة أيام، يصبح الاستعداد للبرد ضرورة، سواء من الناحية الصحية أو المعيشية، في انتظار المراحل التالية من الموسم الشتوي.