نجم برتغالي من العيار الثقيل على أبواب الاتحاد وكونسيساو يملك كلمة السر الذهبية

شهد نادي الاتحاد خلال الأشهر الماضية حالة من الحراك الفني والإداري، بعدما اتضح للإدارة أن مرحلة التجديد أصبحت أمر لا مفر منه من أجل الحفاظ على مكانة النادي وقدرته التنافسية.

نجم برتغالي من العيار الثقيل على أبواب الاتحاد

ومع حاجة الفريق لدماء جديدة قادرة على صناعة الفارق خلال السنوات القادمة، بدأ النادي في وضع سياسة واضحة ترتكز على ضم مجموعة من اللاعبين الشباب أصحاب الإمكانيات العالية، الذين يمكن تطويرهم وصقلهم ليكونوا الركيزة الأساسية لمستقبل العميد.

وفي هذا الإطار عاد اسم اللاعب البرتغالي الواعد رودريجو مورا ليطفو على السطح مجددا، بعد محاولات سابقة لم يُكتب لها النجاح خلال فترة الانتقالات الماضية.

مورا بين تألق الموسم الماضي وتراجع الحضور هذا الموسم

خطف رودريجو مورا الأنظار في الموسم السابق بعد أن قدم واحد من أفضل مواسمه مع فريقه البرتغالي، حيث شارك في عدد كبير من المباريات وأثبت قدرته على التسجيل وصناعة الأهداف بشكل مؤثر.

فقد كان عنصر أساسي في المنظومة الهجومية، وترك بصمة واضحة جعلت العديد من الأندية تركز أنظارها عليه، ومن بينها الاتحاد الذي حاول بالفعل ضمه في الصيف الماضي.

إلا أن مسيرة اللاعب هذا الموسم اتخذت مسار مختلف تماما، بعد وصول جهاز فني جديد يعتمد أسلوب تكتيكي مغاير، ما أدى إلى تراجع دوره داخل الفريق بشكل كبير.

وجد اللاعب نفسه خارج التشكيلة الأساسية في كثير من اللقاءات، وقلت مشاركاته بصورة لافتة، الأمر الذي جعل مسألة انتقاله أكثر سهولة مما كانت عليه من قبل.

أسباب فقدان اللاعب مركزه الأساسي

بدأ التغيير الحقيقي في وضع مورا مع تطبيق أسلوب جديد يعتمد على صرامة تكتيكية وتقلص مساحة الحرية الممنوحة لصناع اللعب.

المدرب الحالي أعاد توزيع الأدوار داخل الملعب، وفرض على اللاعبين تعليمات دفاعية أكبر، وهو أمر لم يتناسب مع سمات مورا الفنية التي اعتادت على التحرك الحر وبناء الهجمات من العمق أو الأطراف.

كما أن اللاعب لم يظهر في أكثر من مركز كما كان يحدث سابقا، إذ انحصرت مشاركاته في مواقع محدودة مثل مركز صانع اللعب أو المهاجم الثاني، بدلا من تعدد المراكز الذي كان يمنحه الأفضلية الموسم الماضي.

وبالتالي، لم يعد اللاعب قادر على تقديم نفس التأثير الذي ظهر به سابقا، مما أدى إلى فقدانه مكانه في التشكيل الأساسي.

خطة الاتحاد في دعم مركز صناعة اللعب

من بين المراكز التي شغلت الإدارة الاتحادية خلال الصيف الماضي كان مركز صناعة اللعب، خاصة بعدما تعرض اللاعب حسام عوار لحملة انتقادات واسعة من بعض الجماهير التي طالبت باستبعاده.

هذا الأمر دفع الإدارة للتفكير في التعاقد مع لاعب قادر على صنع الفارق، وكان الخيار المفضل حينها هو مورا، إلا أن شرط بورتو كان كبير، وتمسك النادي بالحصول على قيمة الشرط الجزائي كاملة، ما أدى إلى توقف الصفقة.

ولم تتوقف جهود إدارة الاتحاد عند ذلك، بل اتجهت للتعاقد مع النجم المالي محمدو دومبيا، الذي أثبت لاحقا أنه إضافة كبيرة للفريق، واستطاع الدخول تدريجي في التشكيلة الأساسية، مقدم أداء مقنع جعل الجماهير تطالب بمنحه المزيد من الفرص.

عوار ودومبيا وصراع المركز داخل الفريق

تألق حسام عوار في بداية الموسم الحالي أعاد الثقة فيه من جديد، بعدما قدم مستويات مميزة ونجح في صناعة الفارق في أكثر من مباراة، على الرغم من تراجع أداء الفريق بشكل عام.

وفي الوقت ذاته، ظهر دومبيا كلاعب قادر على تقديم حلول جديدة وسط الملعب، حيث شارك في عدة مباريات بمردود لافت جعل الجماهير تتمسك بوجوده في التشكيلة الأساسية.

ووسط هذا التنافس بينهما، بدأ المدرب البرتغالي كونسيساو في منح دومبيا فرص أكبر، لكن إصابة اللاعب الأخيرة أثارت قلق الجماهير بعد استبداله في لقاء الشباب، قبل أن يوضح المدرب أن اللاعب طلب التغيير بسبب شعوره بآلام في العضلة الضامة.

هل يفيد مورا الفريق في ظل وجود عوار ودومبيا؟

رغم جودة مورا الفنية وموهبته، إلا أن وجود لاعبين متألقين في نفس مركزه يجعل فكرة التعاقد معه غير مؤثرة ما لم يتم توظيفه في مركز آخر يحتاجه الفريق.

ويبرز هنا مركز الجناح الأيسر بوصفه أحد المراكز التي يعاني منها الاتحاد، خاصة بعد الانخفاض الواضح في مستوى بيرجفاين مؤخرا، سواء من الناحية البدنية أو الفنية.

إذا نجح نادي الاتحاد في ضم مورا وتوظيفه بالشكل المناسب، فقد يكون خيار مناسب لتقوية الجبهة الهجومية اليسرى، وإضافة حلول جديدة للفريق خصوصا مع أسلوب كونسيساو الذي يعتمد على المرونة التكتيكية.

هل يتحرك الاتحاد من جديد لضم اللاعب؟

اتضحت الصورة بشكل كبير هذا الموسم داخل بورتو، بعد أن فقد مورا طاقته الهجومية وتأثيره الفني نتيجة تغير أسلوب اللعب وغياب التنوع في المراكز.

هذا الوضع يجعل انتقاله أكثر واقعية، خاصة إذا كان اللاعب يبحث عن فرصة جديدة لاستعادة مستواه الحقيقي.

يعرف كونسيساو اللاعب جيد بحكم ارتباطه التاريخي بالنادي البرتغالي، وقد يكون قادر على استعادته وتطويره إذا انتقل إلى نادي الاتحاد، الأمر الذي يجعل الإدارة أمام فرصة جديدة قد لا تتكرر بسهولة.