السعودية تعلن عن إنجاز عالمي جديد يحول هذا النوع من المخلفات الى ثروة نادرة ليس لها مثيل في العالم

السعودية تعلن عن إنجاز عالمي جديد يحول هذا النوع من المخلفات الى ثروة نادرة
  • آخر تحديث

تشهد الأبحاث العلمية في المملكة العربية السعودية تحول كبير نحو الابتكار القائم على الاستدامة، حيث يتجه العلماء إلى دراسة الكائنات الحية الدقيقة والموارد الطبيعية المهملة بحث عن حلول يمكن أن تعالج تحديات الإنسان والبيئة في آن واحد.

السعودية تعلن عن إنجاز عالمي جديد يحول هذا النوع من المخلفات الى ثروة نادرة

وفي إطار هذا التوجه، تمكن فريق بحثي من تحقيق إنجاز لافت من خلال الاستفادة من سلالة قديمة من الطحالب، وتحويل مخلفات تعد في العادة عبئا على المصانع إلى مادة عالية القيمة الاقتصادية.

هذا الإنجاز لا يمثل خطوة علمية فقط، بل يعكس رؤية مستقبلية تسعى لتحويل النفايات إلى مصدر للربح، ودعم الاقتصاد الدائري الذي يقوم على إعادة الاستخدام وتقليل الفاقد في سلاسل الإنتاج.

خلفية الإنجاز العلمي

نجح باحثون في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في اكتشاف قدرة نوع قديم من الطحالب على استهلاك مخلفات أحد مصانع الشوكولاتة وتحويلها إلى صبغة زرقاء تسمى سي فيكوسيانين.

هذه المادة تعد من المركبات الطبيعية مرتفعة القيمة عالميا، وتستخدم في عدد واسع من الصناعات الغذائية.

وتشير التوقعات إلى أن قيمتها السوقية ستتجاوز بحلول السنوات القادمة مبالغ كبيرة تعزز أهميتها في المجال الصناعي.

تفاصيل الدراسة العلمية

أظهرت النتائج التي نشرت في إحدى الدوريات العلمية المتخصصة أن الطحالب الحمراء المعروفة باسم غالديريا سلفوراريا تمتلك قدرة غير مسبوقة على تحويل السكريات الموجودة في المخلفات الناتجة عن صناعة الشوكولاتة إلى كتلة حيوية غنية بالبروتين، تحتوي بدورها على الصبغة الزرقاء المطلوبة.

كما أوضحت النتائج أن مستويات مرتفعة من غاز ثاني أكسيد الكربون تساهم في تحفيز نمو هذه الطحالب، وهو ما لم يكن متوقع في البداية.

وقد ذكر البروفيسور كايل لورسن، وهو الباحث الرئيس في الدراسة، أن فهم آليات الأيض لدى هذه الطحالب يكشف طرق مستقبلية مبتكرة لتحويل النفايات إلى مواد ذات قيمة عالية بطريقة صديقة للبيئة، مضيف أن المخلفات الناتجة عن توقف خطوط إنتاج الشوكولاتة يمكن أن تشكل بيئة غذائية مناسبة لنمو طحالب غالديريا.

قيمة الصبغة الزرقاء واستخداماتها

تعد الصبغة الزرقاء المستخلصة آمنة للاستخدام في الصناعات الغذائية، إذ تدخل في تركيب المشروبات وبعض المنتجات الاستهلاكية، وتتميز بأنها طبيعية وأكثر أمان مقارنة بالبدائل الكيميائية.

وتبرز قيمة هذه الصبغة أيضا في ارتفاع جدواها الاقتصادية عالميا، إلى جانب كونها تدخل في صناعات متعددة تتطلب ألوان غذائية نقية.

ميزة استخدام الطحالب مقارنة بالطرق التقليدية

الطريقة التي اعتمدها الباحثون تعتمد على طحالب قادرة على النمو في بيئات قاسية، وهو ما يجعلها أقل عرضة للتلوث الميكروبي مقارنة بالطرق التقليدية المستخدمة لإنتاج الصبغات بواسطة البكتيريا الزرقاء.

هذه الميزة تقلل التكاليف وترفع الإنتاجية، مما يجعل التقنية الجديدة أكثر جاذبية للاستخدام الصناعي طويل الأمد.

دعم الاقتصاد الدائري

خلصت الدراسة إلى أن الاستفادة من مخلفات المصانع في إنتاج مواد عالية القيمة عبر الطحالب يمثل خطوة مهمة نحو دعم الاقتصاد الدائري، وخاصة لدى منشآت الأغذية التي تعاني من تكاليف عالية في إدارة النفايات.

كما أن الاعتماد على هذا النوع من الطحالب قد يساعد على مواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ وتقليل الانبعاثات، نتيجة تحويل النفايات إلى منتجات نافعة.

دور القطاع الخاص في دعم الأبحاث

أشار أوباي رحيم، المسؤول في شركة مارس في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى التزام الشركة بتعزيز الاستدامة عبر شراكات فعالة مع المؤسسات الأكاديمية.

وأوضح أن العينات التي زودت بها الشركة ساهمت في إنجاح البحث، مما يدعم جهود تقليل هدر الطعام وتعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري.

خطط التطوير المستقبلية

يسعى فريق الباحثين في الجامعة إلى توسيع نطاق هذه التجربة عبر دراسة إمكانية رفع حجم الإنتاج وزيادة الجدوى التقنية لاستخدام هذه السلالة من الطحالب مع المخلفات المحلية.

وتهدف هذه الخطوة إلى دعم توجه الشركات الوطنية نحو اقتصاد كربوني دائري يقوم على إعادة التدوير والاستفادة المثلى من الموارد.