قرار عاجل حول صلاة الجمعة في السعودية يطبق من الجمعة القادمة لمحاربة الفساد

قرار عاجل حول صلاة الجمعة في السعودية يطبق من الجمعة القادمة لمحاربة الفساد
  • آخر تحديث

في سياق يتطلب حماية مقدرات الوطن والمحافظة على القيم التي يقوم عليها المجتمع، جاءت توجيهات وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بإفراد خطبة الجمعة المقبلة للحديث عن قيمة الأمانة، وخطر الفساد، ووجوب الحفاظ على المال العام.

قرار عاجل حول صلاة الجمعة في السعودية يطبق من الجمعة القادمة لمحاربة الفساد

هذا التوجيه يعكس حرص الجهات المختصة على تعزيز الوعي الديني والأخلاقي لدى أفراد المجتمع، من خلال المنبر الذي ظل عبر التاريخ أحد أهم الوسائل في توجيه الفكر العام، وتربية النفوس، وتنبيه الناس إلى ما يصلح حياتهم ويقوي نسيجهم الاجتماعي.

وقد ركز التوجيه على أن الأمانة ليست مجرد خلق يمدح صاحبه به، بل هي منهج حياة يرتبط بإيمان الفرد واستقامة المجتمع، وأن فقدانها يؤدي إلى اضطراب العلاقات، وضعف الثقة، وانتشار المظالم.

وإعادة تسليط الضوء على هذا المعنى في خطبة الجمعة يأتي انسجام مع متطلبات المرحلة، وما تشهده المجتمعات من تحديات تستدعي تذكير الناس بأماناتهم ومسؤولياتهم.

مكانة الأمانة في الإسلام

جاءت النصوص الشرعية لتؤكد علو شأن الأمانة، فهي صفة ملازمة للمؤمنين ومقياس لصدقهم وتمام دينهم.

وقد ورد التنبيه عليها في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، وفي قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}.

هذه الآيات تضع كل فرد أمام مسؤولياته، سواء تجاه أسرته، أو عمله، أو وطنه، فالأمانة تشمل كل ما أوكل إلى الإنسان من مهام وواجبات، وتقصير الفرد فيها يعد إخلالا بحقوق الله والناس، ويجر على المجتمع أضرار لا تحمد عقباها.

التحذير من الفساد المالي والإداري

أكد التوجيه أهمية التنبيه إلى خطورة الفساد بصوره المختلفة، لما له من آثار مدمرة على استقرار الدول وتنميتها، فالفساد المالي والإداري يؤديان إلى ضياع الحقوق، وإضعاف الثقة بين أفراد المجتمع ومؤسساته، وتعطيل مسارات التقدم.

ولأن الشرع شدد على ضرورة محاربة الفساد، جاء قوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} ليرسم حدود واضحة تمنع العبث بمقدرات الأمة، وتحفظ مصالح العباد.

كما يتضمن الفساد صور متعددة، من أبرزها الاعتداء على المال العام واستغلال النفوذ لتحقيق مكاسب شخصية، وهي أفعال لا تجلب لصاحبها إلا الخسارة في الدنيا والآخرة.

التحذير من جريمة الرشوة

من أبرز صور الفساد التي شدد الشرع على تحريمها جريمة الرشوة، فقد قال النبي ﷺ: "لعن رسول الله الراشي والمرتشي"، مما يدل على شدة خطرها وفساد أثرها، كما ورد في حديث خولة بنت قيس قوله ﷺ: "إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة"، وهو تحذير صريح من العبث بالمال العام أو التعدي عليه بأي صورة.

هذه النصوص تبرز خطورة هذا الفعل الذي يهدم العدالة، ويفسد المعاملات، ويهدر حقوق الناس لحساب المصالح الخاصة.

أهمية النزاهة في بناء الوطن

النزاهة ليست قيمة فردية فحسب، بل هي أساس في حفظ مقدرات الدولة، وتحقيق البركة واستدامة الرخاء، فكل مجتمع ينتشر فيه الفساد يفقد قدرته على التطور، بينما المجتمعات التي تترسخ فيها قيم الأمانة والشفافية تحقق الاستقرار والنمو.

ويأتي حث الخطباء للمصلين على الإبلاغ عن أي مظاهر للفساد باعتباره واجب شرعي ووطني، لأن حماية المجتمع مسؤولية مشتركة، ولا يمكن مكافحة الفساد إلا بتعاون الجميع، وإدراكهم أن السكوت عنه مشاركة ضمنية في انتشاره.

متابعة تنفيذ التوجيه

تقوم وزارة الشؤون الإسلامية بمتابعة تنفيذ هذا التوجيه في جميع الجوامع لضمان وصول الرسالة المرجوة، وتأثيرها في توعية أفراد المجتمع، وترسيخ القيم التي تحفظ الوطن وتحقق له الأمن والاستقرار.

هذا الجهد يعكس التزام مستمر بنشر الوعي، وربط الناس بهدي الإسلام في معالجة قضاياهم المعاصرة، ورفع مستوى الشعور بالمسؤولية تجاه المال العام، وتعزيز ثقافة النزاهة ومحاربة الفساد في كل موقع.