لودي يغلق ملف الهلال نهائيًا بخطوة أحرجت إدارة النادي

لودي يغلق ملف الهلال نهائيًا بخطوة أحرجت إدارة النادي
  • آخر تحديث

يبدو أن رينان لودي يعيش مرحلة مختلفة تماما في مسيرته الاحترافية، مرحلة يحاول فيها إعادة ترتيب أولوياته بعيد عن أي ضجيج أو ذكريات قد تعيق انطلاقته المقبلة، فاللاعب الذي ارتدى قمصان أندية كبرى، ثم انتقل إلى الهلال ليخوض تجربة جديدة في الملاعب السعودية، يظهر اليوم وكأنه يطوي تلك الصفحة بالكامل، متجه نحو مستقبل يريد أن يصنعه بيديه دون الالتفات إلى الخلف.

لودي يغلق ملف الهلال نهائيًا بخطوة أحرجت إدارة النادي 

وفي خضم استعداده لخطوته المهنية التالية، حرص الظهير البرازيلي على تجاهل أي ذكر لفترته مع الهلال، في إشارة تعكس مدى رغبته في فتح باب جديد دون أن تكون تجربته الأخيرة حاضرة ضمن إنجازاته أو ما يفتخر به في مسيرته.

هذه المرحلة تأتي بعد أشهر من التوترات التي رافقت رحيله عن النادي الأزرق، وما تبعها من مواقف قانونية وثغرات تعاقدية، الأمر الذي جعل نهاية العلاقة بين الطرفين مليئة بالتساؤلات، وبعيدة تماما عما كان مأمول عند بداية التعاقد.

تجاهل واضح لتجربة الهلال

بعد فسخ عقده في بداية الموسم الحالي عقب قرار المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي بقيد اللاعب ضمن القائمة الآسيوية فقط، قرر لودي إنهاء العلاقة بشكل منفرد، وهو ما دفع الهلال إلى اتخاذ إجراءات قانونية من أجل الحفاظ على حقوقه.

وخلال فترة ابتعاده عن اللعب التي امتدت لما يقارب الشهرين، نشر لودي عبر حسابه في إنستجرام مجموعة صور تستعرض مسيرته في أندية لعب لها سابقا مثل أتلتيكو باراناينسي وأتلتيكو مدريد ومارسيليا ونوتنجهام فورست، دون أي إشارة أو صورة لمرحلة الهلال.

ورافق الصور تعليق حمل الكثير من المعاني، حيث تحدث اللاعب عن ذكرياته في كرة القدم، والصعوبات التي شكلت شخصيته، والأهداف التي عمل على تحقيقها منذ طفولته.

وأشار النجم البرازيلي إلى شغفه باللعبة واحترامه لزملائه والجماهير التي مثل أمامها، مؤكد أنه لم يسبق له أن بقي طويل دون لعب كما حدث مؤخرًا، وأنه أصبح أكثر استعداد لخوض تحدي جديد.

استعداد لمرحلة جديدة

أكد لودي في رسائله المتكررة أنه يستعيد حماسه يوم بعد يوم، وأن فكرة العودة إلى الملعب تمنحه دفعة تساعده على تجاوز هذه الفترة، وأوضح أن مجرد تذكره للعبة التي يعشقها يجعله يشعر بالشغف، معلن أنه أصبح جاهز للدخول في تجربة جديدة تعيده إلى المستطيل الأخضر.

وخلال هذه الفترة، بقي الظهير البرازيلي في بلاده، حيث ظهر في عدة مباريات بالدوري المحلي، فيما ربطته تقارير إعلامية بالعودة إلى فريقه السابق أتلتيكو باراناينسي أو الانتقال إلى نادي جديد يبحث عن ظهير متمرس في المنافسات القارية.

تأثيره مع الهلال رغم النهاية المعقدة

على الرغم من النهاية غير المثالية لعلاقته مع الهلال، إلا أن لودي قدم مستويات بارزة خلال فترة قصيرة مع الفريق.

فقد خاض 56 مباراة في جميع البطولات، سجل خلالها 4 أهداف وصنع 11، ونجح في المساهمة في تتويج الهلال بأربعة ألقاب: دوري روشن للمحترفين، كأس خادم الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى بطولتين للسوبر السعودي.

كما شهد الموسم الماضي تطور كبير في أدائه بفضل منح المدرب السابق جورجي جيسوس فرص مستمرة له، مما جعل اللاعب يقدّم واحدة من أفضل فتراته على مستوى الانسجام التكتيكي وجودة الأداء.

مقارنة فنية بين لودي وثيو

ورغم أن لودي قدم أداء مميز في كأس العالم للأندية تحت قيادة إنزاجي، إلا أن المدرب الإيطالي كان أكثر ميل للاعتماد على الفرنسي ثيو هيرنانديز القادم من ميلان، وهو ما جعل اللاعب البرازيلي يشعر بأنه خارج حسابات الجهاز الفني.

ثيو تمكن في 13 مباراة فقط من تسجيل 5 أهداف وصناعة هدف، متفوق رقمي على لودي الذي احتاج 56 مباراة ليصل إلى 4 أهداف، ومع اعتماد المدرب على ثيو ومحلي على متعب الحربي، أصبح لودي خارج حسابات الفريق، وهو ما دفعه لاتخاذ قرار الرحيل.

وتشير بعض التقارير إلى أن اللاعب غادر الرياض بهدوء دون إبلاغ إدارة الهلال كاملة، خوف من التعطيل أو منع استخراج جواز سفره، الأمر الذي زاد من تعقيد الأزمة بين الطرفين.

تفاصيل الموقف القانوني

الهلال من جانبه يؤكد أن موقفه القانوني سليم، وأنه يسعى للحصول على تعويض مالي نظير فسخ العقد من طرف اللاعب.

وفي المقابل يستند لودي إلى فكرة أن قيده آسيويًا فقط دون إشعاره بشكل واضح يعد مخالفة تمنحه حق المغادرة دون انتظار موافقة النادي.

ورغم الخلاف، فإن انتقال لودي لنادٍ جديد لن يكون متأثر بشكل مباشر بالقضية، إذ يسمح الاتحاد الدولي عادة بمنح بطاقة مؤقتة للاعبين الذين يخوضون نزاعات تعاقدية لحين إصدار القرار النهائي.

لمحات من مسيرته الاحترافية

خاض لودي العديد من التجارب المميزة قبل انتقاله إلى الهلال، جاءت أبرزها مع أتلتيكو مدريد حيث لعب 118 مباراة سجل خلالها 6 أهداف وصنع 10، بينما شارك مع نوتنجهام فورست في 32 مباراة سجل هدف وصنع آخر. أما في مارسيليا فقد خاض 23 مباراة وصنع هدف واحد.

وفي بداياته مع أتلتيكو باراناينسي لعب 68 مباراة تمكن خلالها من تسجيل 5 أهداف وصناعة 8. وعلى الصعيد الدولي، ارتدى قميص منتخب البرازيل في 19 مباراة قدم خلالها 5 تمريرات حاسمة.