سر لا يعرفه الكثيرون عن رجال الأمن في المسجد الحرام والمسجد النبوي

سر لا يعرفه الكثيرون عن رجال الأمن في المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • آخر تحديث

يشكل موسم الحج والعمرة أحد أكبر التجمعات البشرية في العالم، ما يجعل إدارة الحشود وتنظيم حركة الملايين من الحجاج والمعتمرين مهمة دقيقة تتطلب تنسيق عالي وجهد استثنائي من مختلف الجهات الأمنية والتنظيمية في المملكة.

سر لا يعرفه الكثيرون عن رجال الأمن في المسجد الحرام والمسجد النبوي

وفي هذا السياق، شدد الدكتور فواز بن كاسب، الباحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، على أهمية تعاون الحجاج والمعتمرين مع رجال الأمن لتسهيل عمليات إدارة الحشود وضمان الانسيابية داخل الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.

وأكد بن كاسب خلال حديثه في برنامج "ياهلا" على قناة روتانا خليجية أن نجاح منظومة إدارة الحشود يعتمد بشكل كبير على الوعي والتعاون من قِبل الأفراد، مشير إلى أن التزام الحجاج بالتعليمات والإرشادات يسهم بشكل مباشر في حفظ الأمن وسلامة الجميع، ويقلل من احتمالية وقوع حوادث التدافع أو الازدحام التي قد تحدث في مثل هذه التجمعات الكبرى.

التخطيط المسبق ودور وزارة الداخلية

أوضح الباحث أن وزارة الداخلية السعودية، ممثلة في قطاعاتها الأمنية المختلفة، تعمل وفق خطط مدروسة ومتكاملة تعد مسبقا لكل موسم حج وعمرة، بحيث يتم فيها توقع السيناريوهات المحتملة ووضع الفرضيات اللازمة للتعامل مع أي حالة طارئة، بما في ذلك حالات التدافع أو الزحام الشديد في المناطق الحيوية.

وأضاف أن مركز العمليات التابع لوزارة الداخلية يلعب دور محوري في تنسيق الجهود بين الجهات الأمنية والخدمية، عبر مراقبة الأوضاع بشكل لحظي واتخاذ القرارات السريعة التي تضمن سلاسة الحركة وتنظيم الحشود بكفاءة عالية.

التقنية الحديثة في خدمة إدارة الحشود

بين الدكتور بن كاسب أن المملكة باتت تعتمد على أحدث التقنيات في إدارة وتنظيم الحشود داخل الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، من خلال منظومة متكاملة من كاميرات المراقبة الذكية والخدمات الإلكترونية وأنظمة الاتصال الحديثة التي تتيح سرعة الاستجابة لأي طارئ.

وأشار إلى أن هذه التقنيات المتقدمة تمكن رجال الأمن من رصد أي ازدحام أو تدافع في مراحله الأولى والتعامل معه فورا قبل أن يتطور، كما تساهم في توجيه الحشود إلكترونيا عبر شاشات الإرشاد والأنظمة الصوتية الموزعة في أرجاء الحرم، ما يضمن تحقيق أعلى درجات التنظيم والانسيابية.

وعي أمني وتنوع ثقافي

تطرق الباحث إلى جانب آخر لا يقل أهمية، وهو قدرة رجال الأمن السعوديين على التعامل مع اختلاف الثقافات واللغات بين الحجاج والمعتمرين القادمين من شتى أنحاء العالم.

وأكد أن رجال الأمن في الحرمين الشريفين يمتلكون وعي مهني وسلوكي كبير، يؤهلهم للتواصل الإنساني الراقي مع ضيوف الرحمن، مع مراعاة الفوارق الثقافية واللغوية والدينية التي تميز كل مجموعة من الحجاج.

كما نوه إلى أن هذا الوعي الأمني والثقافي يعكس الصورة المشرقة لرجال الأمن السعوديين الذين يجمعون بين الانضباط المهني والرحمة الإنسانية في خدمة الزائرين، مما يساهم في تعزيز تجربة الحج والعمرة وجعلها أكثر راحة وأمان.

تظهر التجربة السعودية في إدارة الحشود بالحرمين الشريفين نموذج عالمي يحتذى به في التنظيم والسلامة، إذ تجمع بين التخطيط المسبق، والتقنية المتقدمة، والجاهزية الأمنية العالية، إضافة إلى وعي الحجاج وتعاونهم مع رجال الأمن.

ومن خلال هذا التكامل، تواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ مكانتها الريادية في خدمة ضيوف الرحمن وضمان أداء الشعائر في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة.